ولكن، فخرا أمي.
فزوجك عاش ومات مصباحًا. فقد تكرم علينا بروحه على هذه الأرض . وقد حان لهذه الروح الطيبة ان ترجع إلى بارئها . فان كان جثمان زوجك قد فارقنا أسبوعًا اليوم ، إلا ان عقيدته تحلق في السماء فخورةً معزيةً. فزوجك قرب بين البعيد والقريب حتى بعد فراقه . ورسخ في قلمه أفكاره وآراءه لأجيال ما بعد أولاده . وترك للأمة العربية خريطةً تعدل مساره . وترك حبًا ، وماله من حب لا مثيل له ، ملأ قلبك وقلب أولاده وأخوته وأولاد أولاده.
فخرا أمي.
فقد خلد زوجك روحه في أولاده . فقد خلد في لمى آفاقه وحنانه واجتهاده . وخلد في وائل عقيدته وإيمانه وقدوة لأولاده. وخلد في إياد اخلاقه وكرمه وإنصافه.
فخرا أمي.
ففي عينيك أرى كيانه . وفي أذنك أرى حنانه. وفي كلامك أرى أفكاره. وفي قراءتك أرى اجتهاده. وفي كتابتك اقرأ كلامه . وفي حديثك أسمع صوته. وفي فكرك أرى قوميته وإيمانه.
عذرًا امي.
فقد اخطأت. فالسماء لم تمطر حزنا اليوم لفراقه . ولا الرعد صرخ متألمًا لأولاده. ولا البرق أضاء حزنا على جثمانه.
فخرا امي.
فالسماء غسلت جثمان زوجك اليوم واجبا وتقديرًا لتطهير كيانه . والرعد صرخ اليوم ليبشر ويذكر الأمه العربية بأعماله . والبرق أضاء روحنا ومشاعرنا وحرك قلمي ليذكرنا جميعًا بمقامه .
ففخرًا في زوجك وفخرًا لك ولأولاده .