أليس نهارًا من أيام أمسِ
و عنترةُ بين الرجالِ يحمينا
أعزُ من دهرٍ حافلٍ بالهزائمِ
و معيشةٌ سلميةٌ لا تروينا
من قبلنا سقطت أعمدة روما
وسالت أنهارُ دموعِ مواطنيها
و طوَّفت الظلمةُ على دنياهم
وتغنوا بأمجادِ قيصرَ و قسطنطينَ
و صَّلوا لآلهتهم دهراً بأسره
كما يصلي بعضٌ من أهالينا
و كأن عنترة بدعائهِ و بكائهِ
خلدَ قصائدهُ في ألحانِ مغنيها
ألم ينهالُ ابن شدادٍ بسيفهِ
و نقشَ اسمهُ على جدرانِ ماضينا
و ذبحَ كلَ مغتصبٍ لقبيلتهِ
و انتزعَ عبلةَ من قبضةِ واليها
يومها حررَ الشيخُ ذلك العبدَ
هراءٌ لقصةٍ عن الأجدادِ نرويها
فعنترةُ و خنجرهُ في يدهِ
أعتقَ رقبتهُ من أوتادِ ماضيها
لا شيخاً و لا أباً يحررُ
نفسًا و الشجاعةُ فيها تُغذيها
هكذا تخلدُ أفعالُ الرجالِ
فدعوا البكاءَ و الدعاءَ لأهاليها
و تحرروا كما تحررَ العبدُ
فسيفُ عنترةَ قريبٌ من أيادينا
ولبوا نحيبَ صراخ عبلةَ
فبلادُ عنترةَ اليومَ تنادينا