• بحث
  • استرجاع كلمة المرور؟

رسالتي لكل أم تزوجت من الحبيب والراحل الوطني يوم دفنه

وكأن السماء اليوم تبكي لفقدان الحبيب. وكأن الرعد يصرخ متألمًا لذكراه. وكأن البرق يسلط نوره على مشاعرنا. فاليوم نبكي ونعيش ذكراه . اليوم نبكي ونحنُ لوجهه البشوش وكلماته العذبة . اليوم نبكي لنصائحه الخالدة وسيرته الطيبة ومسيرته القومية. اليوم تبكي امتنا فقدانه . فاليوم ذكرى أسبوع على فراقه.

ولكن، فخرا أمي. 

فزوجك عاش ومات مصباحًا. فقد تكرم علينا بروحه على هذه الأرض . وقد حان لهذه الروح الطيبة ان ترجع إلى بارئها . فان كان جثمان زوجك قد فارقنا أسبوعًا اليوم ، إلا ان عقيدته تحلق في السماء فخورةً معزيةً. فزوجك قرب بين البعيد والقريب حتى بعد فراقه . ورسخ في قلمه أفكاره وآراءه لأجيال ما بعد أولاده . وترك للأمة العربية خريطةً تعدل مساره . وترك حبًا ، وماله من حب لا مثيل له ، ملأ قلبك وقلب أولاده وأخوته وأولاد أولاده. 

فخرا أمي. 

فقد خلد زوجك روحه في أولاده . فقد خلد في لمى آفاقه وحنانه واجتهاده .  وخلد في وائل عقيدته وإيمانه وقدوة لأولاده. وخلد في إياد اخلاقه وكرمه وإنصافه.

فخرا أمي. 

ففي عينيك أرى كيانه .  وفي أذنك أرى حنانه. وفي كلامك أرى أفكاره. وفي قراءتك أرى اجتهاده. وفي كتابتك اقرأ كلامه . وفي حديثك أسمع صوته. وفي فكرك أرى قوميته وإيمانه. 

عذرًا امي. 

فقد اخطأت. فالسماء لم تمطر حزنا اليوم لفراقه . ولا الرعد صرخ متألمًا لأولاده.  ولا البرق أضاء حزنا على جثمانه. 

فخرا امي. 

فالسماء غسلت جثمان زوجك اليوم واجبا وتقديرًا لتطهير كيانه . والرعد صرخ اليوم ليبشر ويذكر الأمه العربية بأعماله . والبرق أضاء روحنا ومشاعرنا وحرك قلمي ليذكرنا جميعًا بمقامه . 

ففخرًا في زوجك وفخرًا لك ولأولاده . 

كتب بواسطة
نائل فرسخ
عرض جميع المقالات
كتب بواسطة نائل فرسخ

الكاتب

نائل فرسخ

التحق بنا