• بحث
  • استرجاع كلمة المرور؟

ملخص الحقائق و التوقعات و المفاجآت من بعد نجاح عملية المقاومة يوم ٧ أكتوبر:

الحقائق و التوقعات:
١- نصر المقاومة من عملية ٧ اكتوبر ثابت.
٢- التفاف الفلسطينيين حول المقاومة أسندها.
٣- دخول الولايات المتحدة لاسناد العدو كان متوقعًا، و يجب توقع المزيد منه حسب احتياجات العدو. فلن تدع الدولة الرأسمالية دولتها الوظيفية الاستيطانية أن تقع بهذه السهولة.
٤- صمت العديد من الأنظمة العربية كان حتميًا أيضًا، كما كان بعض التواطؤ المخزي في الحسبان، ولكن مساندة الشعوب العربية والإسلامية والعالمية تزايدت مع صمود الفلسطينيين. و رغم ضعف المساندة الجماهيرية العربية إلا أنها كانت أفضل من المتوقع. و زيادة، فإن مواقف عدة حكومات عربية إيجابية لم تكن في المنظور.
٥- مساندة محور المقاومة جاء كما القدرات. فبدل خطابات العديد من الرؤساء العرب، فعلت قيادات المحور قدراتها حسب امكانياتها. و رغم طموحات الشارع العربي للمزيد، إلا أن محور المقاومة قدم ومازال يقدم دورًا فعالًا بحسب قدراته. فعلى سبيل المثال، وجب على المقاومة اللبنانية الأخذ بالحسبان وضع لبنان السياسي و تماسك شعبه و قدراته العسكرية قبل التوجه جنوبًا للحرب.
٦- قصف العدو الإجرامي كان متوقع و السكوت العالمي متوقعاً أيضا كون العدو أداة لطالما عززت الهيمنة الأمريكية و الرأسمالية. و لكننا نتفاجأ بالتفاف شعوب العالم حول أهالي غزة و فلسطينيي الضفة والداخل.
٧- دخول العدو الاسرائيلي في حرب برية و التوغل في غزة كان متوقعاً. و المزيد من التوغل و التمكن متوقعًا أيضًا. و لذلك، لن يطالب ذلك العدو بهدنة مؤقتة أو دائمة مادام يظن أن نصره ميدانيًا في المرصاد.
٨- كبت أي انفجار شعبي في الضفة على يد السلطة الفلسطينية كان متوقعًا. كما كان كبت أي انفجار داخلي لشعبنا في أراضي ١٩٤٨.
٩- و أخيرًا، صدارة القضية الفلسطينية بعد عملية المقاومة كانت متوقعة.

المفاجآت:
١- قوة وتنظيم المقاومة في غزة لم يكن متوقعًا. سواء قبل أو بعد عبور ٧ أكتوبر، مما وثق قدرات المقاومة حاضرًا ومستقبلًا.
٢- الحاضنة الشعبية للمقاومة و ثباتها رغم القصف الاجرامي لم تكن متوقعة. فرغم صمود وثبات الشعب الفلسطيني تاريخيًا، إلا أن صمود أهل غزة خصيصًا غدا أسطوريًا. تلك الحاضنة شدت من معنويات و عزم المقاومة وأجبرت التحرك الداخلي الميداني و ضغط الشارع العالمي على حكوماته.
٣- طول نفس أهالي غزة و الصبر الحذر للمقاومة لحرب طويلة الأمد لم يكن متوقعا. فلم نرى عمليات استشهادية عشوائية، و لكن عمليات منظمة لهجوم و ردع و انسحاب وإعادة لتلك الخطوات. و هكذا تُحفظ قوة المقاومة لجولات عدة قادمة.
٤- التعتيم الإعلامي في بعض الدول العربية لم يكن متوقعًا. فرغم توقعنا لعدم المساعدة إلا أن التعتيم الشبه الكامل لردع الشارع عن تنفيس غضبه لم يكن في الحسبان. و هذا لعب دورًا أساسيًا في انخراط الشارع سياسيًا و مقاطعاً للمنتجات الصهيونية ميدانيًا.
٥- وضع العاطفة جانبًا و الثبات على أهداف واقعية لمحور المقاومة لم يكن متوقعًا. فلم يستدرج نصرالله، على سبيل المثال، إلى نداء حرب غير متكافئة أراد العدو أن يوقعها به و أراد الشارع العربي أن ينقذه من خلالها. فالعاطفة لم تحجب حقيقة جاهزية المقاومة وقتها كما فعلت يوم ١٦ مايو ١٩٦٧ عندما استدرجت جمال عبد الناصر ومصر لحرب خاسرة.
٦- رغم وجود عناصر في الحكم الوظيفي الاستعماري المسمى بالتنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية، لم يتوقع تقلص سيطرتها بهذه السرعة المتزايدة، لنرى مقاومة العديد من مدن الضفة و تزايد شراستها مع الأيام.
٧- دعم شعوب العالم و قوة المقاطعة لم تكن متوقعة. فأصبح على الكيان المستعمر تبرير كيانه بدل الفلسطيني الذي كان عليه شرح هويته لتبرير فلسطينيته.
٨- عدم استقلالية الكيان الصهيوني وجيشه على هذا النحو لم يكن متوقعًا. فرغم سنوات الدعم السابق لهذا الكيان و انفتاحه على عدة جهات عربية لإحراز استقلالية اقتصادية و دفاعية، تبينت ركاكة بنية هذا الكيان و حاجته الدائمة لسند الولايات المتحدة.
٩- تحويل ضربة المقاومة لحرب وجودية للكيان المستعمر لم تكن متوقعة. فهذه الحرب ليست حرب وجود للفلسطينيين وإنما هي حرب وجود للعهد الإسرائيلي ومستوطنيه بخلق كيان حام لهم. و لذلك سارعت أمريكا لدعم مصالحها في إسناد هذا الكيان المتهاوي.

المستقبل:
١- أصبح الشارع العربي أكثر وعيًا. فتوحدت الساحات و الأيديولوجيات في فهم أن القضية هي قضية عدو مستوطن وحشي يجب إخراجه. و أن السلاح هو أفضل أدواته. و أن المقاومة بإمكانها إتمام المسار إن توحد الصف.
٢- أصبح واضحًا أن رغم دعم الشارع الدولي إلا أن سند العدو هو سند مصالح. و أن تحرير الأراضي الفلسطينية لا يأتي إلا على يد الشعب و الجوار المقاوم.
٣- أصبح واضحًا مع مضي الأيام أن انفصال بعض عناصر السلطة الفلسطينية لدعم المقاومة إما سياسيًا أو ميدانيًا مؤكدًا. و لكن هذا الانفصال لن يلعب دورًا جوهريًا في دعم المقاومة. حيث أن أعداد هذه المجموعة ضئيل جدًا. لذلك فعلى الشارع المقاوم الضغط على السلطة و سلاح الأمن لإسناد المقاومة أو عدم التدخل في عمل المقاومة و إلا سقطت هذه السلطة المتواطئة.
٤- أصبح أيضًا واضحًا أن الحرب في غزة سوف تدوم إلى أن يحاصر العدوان جميع شمال غزة. و قتها إما يلاحق العدو المقاومة جنوبًا أو يضع حاجزًا أمنيًا في الشمال. فإن لاحق العدو المقاومة جنوبًا فسوف يقتل المزيد من الشعب و لكنه سوف يخسر هذه الحرب. حيث الشعب لن ينزح بأكمله الى سيناء أو النقب. و وقتها لكثرة الضحايا سوف يُجبر هذا العدو للوقف عن هذه المجازر و انهاء الحرب. غير ان المقاومة سوف تفتك به كثيرًا كون الحرب في جنوب غزة سوف تصبح حرب شوارع حيث الأفضلية لجند المقاومة في أرضها لا لآليات العدو في عقر دار عدوهم. و إن لم يلاحق العدو المقاومة جنوبًا، فسوف يحضن شعب غزة المشرد هذه المقاومة ليدعمها لتصبح خطرًا جنوبيًا كما خطره الشمالي. و سوف تواصل هذه المقاومة دورها ضد هذا العدو رغم الفاصل الجغرافي كما تخطت مقاومة جنوب لبنان أي فاصل أممي. وسوف تدوم حرب الاستنزاف مع هذا الكيان وتتفاقم مع الوقت.

خلاصة:
هكذا و في جميع الأحوال، المقاومة باقية، و الوعي في تصاعد، و العدو في خطر وجودي. و التفجر الداخلي حتمي. و محاسبة الخيانة قادمة. و الوقت مع حامل السلاح. و الدماء لتنزف لتنتشل الحرية من جثمان المغتصب. فلا محالة لهذا العدو من هزيمته.

كتب بواسطة
نائل فرسخ
عرض جميع المقالات
كتب بواسطة نائل فرسخ

الكاتب

نائل فرسخ

التحق بنا