لمُعَلقةِ امرئ القيسِ نرنو
و لكلماتِ أم كلثوم صدى
و لشعرِ الموشحات عِشقٌ
فذاك الوشاح للروحِ شِفا
أنسينا أشعارَ ابن شدادِ
و شهامةَ فطنةِ ذاك الفتى
و سخاءَ يدِ حاتم الطائي
و تراثاً عريقاً لا يُنتسى
أحقًا رضينا بفنونِ العصرِ
وحبِ أسمرَ و أشقرَ سوى
وشلالُ دموعِ كسيرَ القلبِ
لذكرى حبيبٍ يومِ الصبا
و هرولةٌ لجني كنوزِ الأرضِ
مهراً ضئيلاً به يُشترى
نبضُ الحياةِ في كل فردٍ
وكأن ذاكَ هو المبتغى
و يعلوا صراخَ جنودِ الرخاءِ
سلفٌ غابرٌ و الحاضرُ هنا
وكأن اليتيمَ يحيا النعيمَ
وكأن المشَّردَ يذوقُ الهَنا
اليس الفقرُ في الأرضِ جحيماً
و الفلاحُِ يصرخُ للجوعِ كفى
و الموءودةُ أسيرةُ حُكم الرجالِ
نِصفُ عقلٍ و لا مستوى
والعاملُ حارثٌ في الجرداءِ
عبدٌ بين وحوشِ الخَلا
و قبلةٌ شريفةٌ تحتَ احتلالِ
و لاجئٌ ولدَ لجيل الشَقا
و جهلٌ كاسٍ على البلادِ
و خوفٌ معتمٌ على الدُنا
و بؤسُ خنجرِ في الفؤادِ
و نحنُ نذوقُ سُمَ الأذى
تظنُ الحالَ يُغذي الكلامَ
تظنُ الظرفَ للقولِ هُدى
حرٌ دفنِ مع الصِعابِ
وعبدٌ ترعرعَ لسُخفِ الغِنى
وحبُ الطويلِ و سحرُ الجمالِ
وخصرُ النحيلِ و عيون المها
لعمركَ إني و جيشُ المعاني
كأبي الطيبِ يهوى العُلا
و يرنو لفنٍ يغذي الكيانَ
وجند الحروفِ لخرقِ الأسى
فدعوا التفاهةَ لذُلِ المقامِ
فشعبُ شدادٍ يقول كفى