• بحث
  • استرجاع كلمة المرور؟

صمتٌ يُزَلْزِلُ

صَفِيرُ الرِّيحِ يَصْعَدُ حِينًا وَيَنْخَفِضُ
وَمَوْجُ البَحْرِ فِي تَلَاطُمِهِ يَصْطَخِبُ

وَنَبْضُ القَلْبِ يَرْوِي الرَّضِيعَ بِلَحْنِهِ
وَصَدَى الغَابَةِ يَرْوِي الفَارِسَ وَيُطْرِبُ

لِكُلِّ خَلْقٍ فِي الوُجُودِ صَوْتٌ يُعَبِّرُ
وَعُرْبُ العَصْرِ صَمْتُهُم غَدَا يُسْتَعْجَبُ

أَيُلَامُ كَوْنٌ وَالعُرْبُ صَمْتُهُم يُحَيِّرُ
يَدْعُونَ رَبًّا وَغَيْرَ الدُّعَاءِ لَنْ يَفْعَلُوا

صَمْتٌ يُدَوِّي، بُكْمًا غَدَا يُمَثِّلُ
شَعْبًا لَبِسَ الحَيَاءَ ثَوْبًا يُجَمِّلُ

حَسْبِي اللهُ فِي نِعْمَةِ وَكِيلٍ يُسْتَنْجَدُ
وَلَوْلَا إِيمَانٌ لَكَفَرَ العَاقِلُ يَسْتَرْذِلُ

ضَعْفُ إِيمَانٍ بِقَلْبِ الهَزِيلِ يُؤَوَّلُ
وَكَأَنَّ الأَوَائِلَ بِالصَّمْتِ قَدْ تَرَجَّلُوا

كَالبَعِيرِ ظَنَنْتُمْ مَمَاتَكُمْ قَدْ كُتِبَ
بَلْ بَعِيرًا عِشْتُمُو فِي صَمْتِكُمُ المُجَلَّلُ

فَمَا الصَّمْتُ إِيمَانًا كَانَ يَوْمًا فَاعْلَمُوا
فَالتَّارِيخُ لَنْ يَغْفِرَ صَمْتَ الذُّلِّ يَحْكُمُ

مَا ظَنَنْتُ الرَّبَّ يُجَازِي إِيمَانًا مُحَجَّبَا
وَطِفْلٌ يُحْرَقُ فِي خِيَامِ مَأْوًى يُشْعَلُ

أَيُّ رِسَالَةٍ بِالصَّمْتِ يَوْمًا تَحَرَّرَتْ
فَدَعُوا النِّفَاقَ لِأَهْلِهِ رِدَاءً يُكَبِّلُ

وَاحْمِلُوا السِّلَاحَ لِمَنْ يَسْتَطِيعُ وَسِيلَةً
فَفِي المِيدَانِ شَعْبٌ بِصَمْتِكُم يُقَتَّلُ

وَإِنْ خِفْتُمْ فَجِهَادُ المَالِ أَقَلُّهُ
وَكَلِمَةُ حَقِّ شَاعِرٍ مُقَيَّدٍ تُجَلْجِلُ

فَمَا حَيَاةُ وَاهِنٍ يَوْمًا أَمْطَرَتْ
عَلَى نَفْسِ الجَبَانِ طُمَأْنِينَةً تُظَلِّلُ

بِالصَّمْتِ وَلَّيْتُمْ طَاغُوتًا حَكَمَ مُتَجَبِّرًا
خَدَمَ العَدُوَّ خَائِنًا نِيَابَةَ سَجَّانٍ يُوكِلُ

وَكَأَنَّ الصَّمْتَ وَحْدَهُ لَمْ يَكْتَفِ
فَتَوَاطَأَ بَعْضُكُمْ لِأَمَانِ لُقْمَةٍ تُؤْكَلُ

صَرْخَةً فِي الشَّارِعِ بِالقَلْبِ لا تَبْرَحُ
وَهَمْسَةً تَخَافُونَ رِقَابَةَ نَفْسٍ تُضَلِّلُ

أَبْطَالًا شَمَخُوا فِي المَهْجَرِ وَسَانَدُوا
وَالعُرْبُ فِي الدِّيَارِ بُكْمٌ صُمٌّ يُهَوِّلُوا

فَيَا شَعْبَ ثُورُوا عُرْبًا شَامِخًا عَرَفْتُكُم
فَلَوْلَا مَقَامُكُم لَمَا زُرِعَ الكِيَانُ يُفَصِّلُ

وَمَا وَلَّى مُلُوكًا كِيَانُ خَدَّامٍ غَاصِبٍ
يَخَافُ هَمْسًا فَكَبَّلَ أَفْوَاهَكُمْ يُشْغِلُ

صَمْتَ شَعْبٍ رَغْمَ الصِّعَابِ لِيَنْهَضَ
وَيَذْبَحُ القَرِيبَ وَالبَعِيدَ فَلَا يُهْمِلُ

وَمَنْ بَقِيَ صَامِتًا وَقْتَهَا لَنْ يُنْتَسَى
فَلا دُعَاءَ يَمْحِيَ عَارَ صَمْتٍ يُزَلْزِلُ

كتب بواسطة
نائل فرسخ
عرض جميع المقالات
اترك تعليق

كتب بواسطة نائل فرسخ

الكاتب

نائل فرسخ

التحق بنا