فقد سيرت دمعة عيني و قشعرت بدني
و فجرت غيظي و حركت قلمي
فأنا لا أرى في عينيك ما ترى في ابن أخي
فهو رائعٌ فريدٌ كريمٌ يبهج القلبِ
ففي بطء مشيته يذكرني بعزمه
و في ارتعاش ساعده أرى كفاحه
و عندما يبتسم, أرى عظَمة الله في خلقه
فهو من صباحه إلى منامه
طاقةٌ و حبٌ و عطفٌ لأحبائه
مواظب في دراسته و اجتهاده
سيكبر يوماً و يعمل في مجال يليق بمقامه
و يوماً سيطرقُ بابَ جاري، طالباً يدَ بنتهُ و حبيبةَ خياله
فوجوده في هذه الدنيا نعمة من ربي لعباده
ولكنه في عينيك، معاق تستغفر ربي من شر لقائه
عيناك لا تنظران اليه، فببني آدم لا صلة له بذلك
تعاتب أباه لاصطحابه في الشارع
فطفلٌ مثلهُ الأفضل أن يبقى في بيت أبيه، أليس كذلك؟
لا مكان له عند القوم، و أعوذ بالله، فلا مكان له في مدرسة ابنك مع رفاقه
فهو عالة و نقمة و فضيحة لأهله و كل من كان بجواره
حقاً، أيَ اله تعبد و أي صلاة تؤدي
في أي مصحف قرأت أن هذه نقمة ربي
ألم يولد ذاك الطفل ككل أطفال الأرضِ
ألم تبتسم أمه لرؤية وجهه في المهد
ألم تقبله و ترضعه و من الفرحة كانت تبكي
ألم تغني له و تمسح رأسه لينام الليلِ
ألم تُرسم ابتسامة على وجهها مدى الدهر
يوم قال “أمي” ألم تتفجر مشاعر القلب
أفصح يا شعبي
فمن عيَّنك قاضيًا تحكم بإرادة ربي؟
من قال لك إنه عبءٌ و خجل لأهلي؟
فمنك أخجل و أغض بصري
وفيك أرى الفاحشةَ في تصرفات شعبي
فأنت، نعم أنت، أنت المعاق و الفضيحة يابن عمي