ليتك عائشاً اليوم أخاطبك
فلم أُنهِ حديثي معك و استفساري
ظننت أن الرب أكرمني بطول عمرك
كم كنت جاهلًا و مخطئا في اعتقادي
فأنا اليوم أقراء من فكرك
صدقت في تحليل تخلف بلادي
ففي المرآة أرى جهلنا في نظرتك
فكيف أنقد شعبي وأنا مثلهم قليل الإنجازِ
فرغم أنني في علمي و سلوكي كنت فخراً لك
و في عملي كنت سنداً لأولادي و أحبائي
ولكن لمسيرتك الوطنية و أهدافك
لم تتبلور كما أظنك كنت تحلم في أفعالي
فقد نسيت كما نسي عامة شعبك
أن العمل و المال وسيلة لوحدة و تحرير البلادِ
متى أصبح المنصب و المال غايتك
فأنت اليوم جاهلٌ و عبٌء تخاطبني في خيالي
فكما كنت تذكر في حكمتك
فالعلم للوظيفة كالفأس في يد الحراثِ
إن لم يخصَّص لوحدة الوطن كما هي عقيدتك
فهو فقط وسيلة للعيش و فرصة للاستعباد
و كما ذكرت في كل كتاباتك
أن تاريخ العروبة لن يسمح بتجزئة البلاد
فعربيٌ أنت في حياتك و أجلك
ليتنا أجمع نصحو صحوتك حتى في المماتِ
فتاريخنا واحدٌ أقولها لكل قُطْرِيٍ أو طائفي منتفع
دعك من التفرقة بين إخوتي و أخواتي
أعدك من اليوم حتى موعد رؤيتك
أن أعمل لتوعية نفسي و شعبي لوحدة بلادي
فما الغاية من العلم و قدوتك
إن كان ابنك كشعبه لا يقرأ إلا لعمل أو صلاة أو جلب مال
فالتاريخ سوف يحكم عليَّ يوم رؤيتك
فوعداً، رافع الرأس سوف تقابلني بالأحضان